حذرت الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية من عواقب عدم التطعيم لحالات الأنفلونزا وخاصة أنفلونزا الخنازير(h1n1)، والتى تشهدها المملكة المتحدة وعدد من البلدان الأوروبية، والتى يمكن أن تنشأ حالة من الطوارئ الجديدة لهذا الوباء، ويدعون إلى مزيد من الجهود لتشجيع التطعيم، وهذا ليس فقط بالنسبة إلى المجموعات المعرضة للخطر، ولكن أيضا العاملين فى مجال الرعاية الصحية، هذا وفقا لما نشرته موقع ميديكال نيوز اليوم على موقعها الإلكترونى.
ومن المعروف أن المملكة المتحدة تعانى من ارتفاع كل من الحالات الخفيفة والشديدة جدا من الأنفلونزا، والذى يرتبط فى المقام الأول من نوع (h1n1)، والتى وفقا لمنظمة الصحة العالمية لم يبلغ ذروتها بعد، ولكن مع العودة إلى المدارس والعمل بعد عطلة عيد الميلاد، من المتوقع ارتفاع أعداد الإصابة لبعض الوقت حتى الآن، والذين تضرروا بشدة من الشباب وخاصة بما فى ذلك النساء الحوامل وبعض من الأفراد المصابين بأمراض مزمنة، وكانت معظم الحالات الشديدة جدا التى تم تحديدها، بالإضافة إلى الوفيات المرتبطة بفيروس (h1n1) تحت سن (65 عامًا) غير المطعمين إلى حد كبير.
وهناك مخاوف من أن ما يحدث فى المملكة المتحدة يمكن أن تكون معكوسة فى أجزاء أخرى من أوروبا، خاصة مع فرنسا والاتحاد الروسى أوكرانيا، ولقد تم الإبلاغ بالفعل بمعدلات أعلى من مستوى الإصابة المعتادة، والآن هناك تركيبة مرضية مكونة من مجموعة من الفيروسات التنفسية الأخرى.
ويقول البروفيسور جوزيبى، رئيس الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية: "فيروسات الأنفلونزا لا يمكن التنبؤ بها ونحن نشهد حاليا مجموعات من فيروس (h1n1) تكون أكثر ضررًا من فيروس الموسم الماضى، خاصة على الشباب الذين تخلو عن تحصين أنفسهم من هذه المخاطر".
عودة أنفلونزا (h1n1) هو محور المقال الافتتاحى فى مجلة علم الأحياء الدقيقة والعدوى، والذى يقول فيها الأستاذ ديدييه راؤول، رئيس اللجنة البحرية الدولية لجمعية علم الأحياء: "نحن نعلم أن لقاح الأنفلونزا يعمل بشكل آمن جدا، رغم أن هناك العديد من البلدان الأوروبية تشكك فى سلامة اللقاح الجديد، ولابد أن توضح مدى هذه المخاطر حتى تكون واضحة أمام الجميع".
ويضيف البروفيسور جوزيبى: "لابد من زيادة معدلات التطعيم وببساطة ليس هناك سبب لأولئك المعرضين للخطر على عدم الحصول على تطعيم".
إن حالات الإصابة بالأنفلونزا فى زيادة، وتمثل أيضا ضغط على وحدات العناية المركزة، فعلى سبيل المثال فى المملكة المتحدة يحتل هؤلاء المرضى على أكثر من 20% من مساحة العناية المركزة، وهناك بلدان أخرى ذات القدرات المحدودة للرعاية، المشكلة عندهم أكبر بكثير، وهذا المشكلة تمثل أيضا ضغطا إضافيًا على النظم الصحية التى تكافح فى منتصف فصل الشتاء الحقيقى، والذى يحمل مخاطر على الصحة العامة.
وسوف يتم تنظيم مؤتمر حول أثر اللقاحات على الصحة العامة فى أبريل القادم بدعوة العديد من الخبراء فى هذا المجال للنظر فى مجموعة من القضايا بما فى ذلك الأنفلونزا، وسوف تقوم الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية بتنظيم هذا المؤتمر.
الكاتب: أمنية فايد
المصدر: موقع اليوم السابع